
تُعد المكتبة الرقمية الكردية BNK (La Bibliothèque Numérique Kurde) واحدة من أبرز المبادرات الرقمية الرامية إلى صيانة وتوثيق التراث الثقافي الكردي في العصر الحديث. أُنشئت هذه المنصة من طرف المعهد الكردي في باريس، لتكون بوابة مرجعية شاملة تعكس عمق التنوع الكردي في مجالات اللغة، والأدب، والتاريخ، والفكر.
- ما هي BNK؟ ولماذا تكتسي أهمية ثقافية كبيرة؟
BNK ليست مجرد أرشيف إلكتروني تقليدي، بل هي مكتبة متعددة الوسائط توفر محتوى متنوعا يشمل:
- مؤلفات تاريخية وأدبية عن الكرد وكردستان.
- أرشيفات صحفية ونشرات دورية نادرة.
- تسجيلات صوتية ومرئية للغة الكردية ولهجاتها.
- وثائق سياسية وثقافية ذات طابع توثيقي.
تسعى المكتبة إلى جعل هذه المواد متاحة بصيغة رقمية مفتوحة لجميع المهتمين، سواء من الباحثين أو أفراد الجاليات الكردية في العالم، وهو ما يمنحها بعدا ثقافيا وإنسانيا عابرا للحدود.
من يقف خلف المكتبة الرقمية BNK؟
تندرج المكتبة ضمن أنشطة المعهد الكردي في باريس (Institut Kurde de Paris)، والذي تأسس سنة 1983 على يد شخصيات كردية بارزة، منها:
- المنتج السينمائي الشهير يلماز غوني
- الشاعر الكردي الكبير جيكرخوين
وقد سعى هذا المعهد منذ نشأته إلى إبراز الهوية الكردية بلغة علمانية ومستقلة، مع التركيز على اللغة الكردية الكرمانجية، كونها أكثر اللهجات الكردية شيوعا.
- المعهد الكردي في باريس: مؤسسة ثقافية معترف بها
في 2 مارس 1993، صدر مرسوم من رئيس الوزراء الفرنسي يعترف بالمعهد الكردي في باريس كمؤسسة ذات منفعة عامة. ويُعد هذا الاعتراف نقلة نوعية، إذ يضع المعهد في موقع رسمي داخل النسيج الثقافي الفرنسي، ويتيح له تلقي دعم رسمي وتعاون حكومي.
تتولى الحكومة الفرنسية متابعة العلاقة مع المعهد من خلال ممثلين عن وزارة الثقافة ووزارة الداخلية، ما يضمن الحياد والدعم المؤسسي في آنٍ معا.
موقع وهيكلية المعهد
- المقر الرئيسي: يقع في شارع La Fayette 106، في قلب الدائرة العاشرة للعاصمة الفرنسية باريس.
- الإدارة: يرأسه المفكر كندال نزان، ويعاونه أكاديميون بارزون مثل:
- الدكتور عباس فالي (جامعة سوانسي – المملكة المتحدة)
- الدكتور فؤاد حسين (جامعة أمستردام – هولندا)
أهمية BNK في المشهد الثقافي الكردي والعالمي
- توثق المكتبة الإنتاج الثقافي والسياسي الكردي الذي غالبا ما تم تجاهله أو مصادرته.
- تتيح للمهاجرين والباحثين الوصول إلى تراث لغوي وفكري صعب التتبع داخل كردستان المقسمة سياسيا.
- تسهم في تثبيت اللغة الكردية الفصيحة كلغة مكتوبة ومنطوقة، بعيدا عن الاستخدام الشفهي فقط.
- تقدم منصة لتعزيز الحضور الكردي داخل البيئة الثقافية الأوروبية، وفي فرنسا تحديدا.