أول من تكلم اللغة العربية

اختلفَ العُلماء في تعريفِ اللغة؛ إذ لا يوجدُ اتّفاقٌ كاملٌ على تعريفٍ محدّدٍ للُّغة؛ ويعودُ السّبب في ذلك إلى ارتباط الّلغة بكثيرٍ من العلوم، فمن هذه التّعاريف:

اللغة العربية

تُعرّف اللّغة العربية التي يتكلّم بها العربُ حاليّا باللّغة الباقية؛ إذ نشأت في الحجاز وانتشرت فيما بعد، وإنّ أقدَم ما وصلَ منها بعضُ العلامات والنّقوش التي ترجعُ في تاريخها إلى القرن الثاني الميلاديّ، كما وصلنا أرقى آثارها من الشّعر والنّثر الذين أُلِّفا في الجاهلية وجُمعا في القرن الأول للهجرة؛ حيثُ يُبيّنان كمالَ هذه اللّغة وعظمتها ومرونتها،[٣] ولكن ما هي اللغة؟ ومن أوّل من تكلّم بها؟

تُعدّ اللغة العربية من أكثر اللغات السّامية تحدُّثا، كما تُعدّ إحدى أكثر اللغات انتشارا حول العالم؛ حيثُ يَنطِقُ بها ما يزيد عن 422 مليون شخص باعتبارها اللغة الأمّ لهم، كما يُنطقُ بها العدد نفسه تقريبا من المسلمين غير العرب باعتبارها لغة ثانية، وتعتبرُ اللغة العربيّة لغة رسميّة في جميع دولِ الوطن العربي بالإضافة لدولة تشاد وإريتريا وفي الكيان الصهيونّي على الأراضي الفلسطينية، كما تُعتبرُ إحدى اللغات السامية الستة في هيئة الأمم المتّحدة.[٤]

للّغةِ العربية أهميّة دينية بوصفها لغة مُعجزة وخالدة، ولغة القرآن الكريم، ولغة الموروث الإسلاميّ منذُ ظهورِ الإسلام؛ ممّا مدّها بصفةٍ قدسية،[٤] فقد قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنا عَرَبِيّا).[٥]

روت الكثير من المصادر التاريخية أنّ يَعرُب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح هو أوّل من تكلّم اللغة العربية؛ لأنه أولّ من انعدل لسانه من اللغة السيريانية إلى اللغة العربية؛ حيثُ قال الجوهريّ في الصِّحاح: (أولُّ من تكلّم العربيّة يعرب بن قحطان)،[٦] كما قال ابن دريد في كتاب الوشّاح: (أوّل من نطق بالعربيّة يعرب بن قحطان، ثمّ إسماعيل)،[٧] وقد قال علي بن محمّد: (قال الدعبل بن علي: يقال: إنه أول من تبحبح بالعربية الواسعة، ونطق بأفصحها، وأوجزها، وأبلغها.

والعربية منسوبة إليه مشتقة من اسمه)،[٨] وهو من ذكره الصحابيّ حسّان بن ثابت الأنصاريّ في شعره؛ إذ قال:[٨]

كما قال في ذلك علقمة ذو جدن:[٨]

ومِنّا الذي لم يُعربِ الناسُ مثله

كما قصدَ الشّاعر البحتريّ يعربُ بن قحطان بقوله:[٩]

نحن أبناء يعربٍ أعربُ النّاس

اختُلِفَ في تعريفِ العربيّ، فقال البعضُ أنّ العربية لسانٌ بينما العروبة انتسابٌ لهذا اللسّان، ويتّخذون حديثا يُنسَبُ لرسولِ الله في ذلك دليلا لهم،[٩] فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (يا أيُّها الناسُ إن الربَّ واحدٌ، والأبَ واحدٌ، وليستِ العربيةُ بأحدِكم من أبٍ ولا أُمٍّ، وإنما هي اللسانُ، فمن تكلم بالعربيةِ فهو عربِيٌّ)؛[١٠] إلّا أنّه حديثُ ضعيفٌ جدا.

ينظرُ البعضُ إلى أنّ العروبة تتعلّق بالبقعة الجغرافية المسمّاة بأرض العرب وبلادهم وجزيرتهم، فإن هاجروا منها سُمُّوا بغير العرب كالأنباط والأمازيغ والكنعانيين والفينيقيين، كما يعتقد آخرون أنّ العروبة متعلّقة بالإسلام من مُنطَلَقِ ارتباط اللغة والدّين، فيرون العروبة شعارا ذي توجّهاتٍ إسلامية.

بل يتعدّون ذلك لينظروا إلى أنّ اللغة العربية ذاتها من الدّين الإسلاميّ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: (اللسان العربيّ شعارُ الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون)، كما قال: (فإنّ نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب…).[٩].

حقائق عن اللغة العربية

المراجع:

  1. “تعريف اللغة”، University of Babylon، 15 يونيو 2011، تاريخ الاطلاع: 31 مايو 2017، بتصرّف.
  2. حسن بربورة (2011)، بحث حول نشأة وتطور اللغة العربية، الجلفة – الجزائر: جامعة زيّان عاشور، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، ص 3، 6.
  3. أ. محمد أمارة (2013)، لغتنا العربية، رؤيا وتحدّيات، الناصرة – فلسطين: دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات، ص 18.
  4. القرآن الكريم، سورة يوسف، الآية: 2.
  5. محمود عكاشة (2006)، علم اللغة: مدخل نظري في اللغة العربية، الطبعة الأولى، مصر: دار النشر للجامعات، ص 40.
  6. عبد الكريم بن صالح بن عبد الله الزهراني (2000)، المصابيح في تفسير القرآن العظيم، السعودية: جامعة أم القرى، كلية اللغة، الجزء الأول، ص 187.
  7. “وصية يعرب بن قحطان”، المكتبة الشاملة، تاريخ الاطلاع: 31 مايو 2017، بتصرّف.
  8. بودفلة فتحي (14 يناير 2011)، ماهية العروبة في فكر وشعر أحمد سحنون، ملتقى أهل التفسير، تاريخ الاطلاع: 31 مايو 2017، بتصرّف.
  9. الألباني، السلسلة الضعيفة، حديث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، رقم: 926، خلاصة حكم المحدث: ضعيف جدا.
  10. “في يومها العالمي.. حقائق مثيرة عن اللغة العربية”، الحرة، 21 ديسمبر 2015، تاريخ الاطلاع: 31 مايو 2017، بتصرّف.
  11. “ترتيب لغات العالم من حيث الانتشار”، RT، 27 يونيو 2015، تاريخ الاطلاع: 31 مايو 2017، بتصرّف.
  12. “5 حقائق لا تعرفها عن اللغة العربية في يومها العالمي”، صدى البلد، 18 ديسمبر 2016، تاريخ الاطلاع: 31 مايو 2017، بتصرّف.

المصدر

Exit mobile version