يُعد كتاب الكليات (معجم في المصطلحات والفروق اللغوية) أحد أهم المراجع الموسوعية التي تجمع بين الدراسات الفلسفية والفقهية واللغوية في إطار واحد متكامل، وهو من تأليف أبي البقاء أيوب بن موسى الكفوي (ت 1094هـ).
ويُعتبر هذا الكتاب من أبرز المعاجم التراثية التي تسعى إلى ضبط المفاهيم والمصطلحات وتوضيح الفروق الدقيقة بينها.
أهمية الكتاب:
- يقدّم الكتاب مادة علمية ثرية تُفيد الباحثين في الفلسفة العامة والفلسفة الإسلامية، بما يتضمنه من تعريفات شاملة ودقيقة للمصطلحات.
- يشكّل مرجعاً أساسياً لطلاب الفقه الحنفي وأصول الفقه، حيث يُبرز الفروق بين المفاهيم المتقاربة ويُزيل الالتباس عنها.
- يساهم في تفسير معاني القرآن الكريم والأحاديث النبوية عبر ربط المصطلحات بدلالاتها الشرعية واللغوية.
- يعدّ أداة مهمة للباحثين في اللغة العربية، إذ يقدّم شروحاً دقيقة في مجال الفروق اللغوية ومعاني الألفاظ.
منهجية الكفوي في “الكليات”:
اعتمد الكفوي في مؤلفه على منهج موسوعي دقيق، حيث:
- رتّب المصطلحات على حروف المعجم لتسهيل البحث والرجوع إليها.
- جمع بين التعريفات اللغوية والفلسفية والشرعية، ليقدّم صورة شاملة للمصطلح.
- قارن بين المعاني المتقاربة، مبيّناً الفروق الدقيقة بينها، وهو ما يميز الكتاب عن غيره من المعاجم.
مكانة الكتاب في التراث:
يحتل كتاب الكليات مكانة مركزية في المكتبة العربية والإسلامية، إذ استفاد منه المفسرون، الفقهاء، اللغويون والفلاسفة على حد سواء. كما أصبح من الكتب التي لا غنى عنها للباحثين في التراث الإسلامي والمعجمي، بل يُعتبر موسوعة مصطلحية متكاملة تجمع بين العلوم النقلية والعقلية.
