بُخل الشعراء

كان ابن هرمة (شاعرُ غزلٍ من أهل المدينة )، من أبخل الناس على ادَّعائه الكرمَ في شعره

فأتاه يوماً جماعة فقال: ما جاء بكم؟

قالوا: شعرك حيث تقول:

أغشى الطريق بقبتي ورُواقِـها ** وأحلُّ في قبب الربى وأقيمُ

إني امرؤٌ جعلَ الطريقَ لبيتهِ ** طنــباً وأنــكـر حــقَّه للئــيم

فنظر إلينا وقال: ما على الأرض عُصبة أسخف منكم عقولاً !

أما سمعتم قول الله سبحانه  وتعالى: {الشعراءُ يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كلِّ وادٍ يهيمون؛ وأنهم يقولون ما لا يفعلون}؟.

والله إني لأقولُ ما لا أفعل. وأنتم تريدون أن أفعلَ ما أقول، والله لا عصيتُ ربّي في رضاكم.

Exit mobile version