أخبار ومتابعاتسينما ومسرح

هل يعجل مسلسل “فتح الأندلس” بإقالة مدير التلفزيون المغربي

غضب المغاربة من "التحريف" في المسلسل يتصاعد على مواقع التواصل الاجتماعي.

تعالت المطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بإقالة المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية فيصل العرايشي كما دخل البرلمان المغربي على الخط، وذلك على خلفية بث مسلسل “فتح الأندلس” الذي يثير الكثير من الجدل في المغرب عقب بدء عرضه على التلفزيون الرسمي خلال شهر رمضان.


الرباط – تصدر هاشتاغ #العرايشي_ارحل الترند المغربي على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإقالة المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية فيصل العرايشي، بسبب تعاقده على مسلسل يحرف تاريخ المغرب لبثه على التلفزيون الرسمي خلال شهر رمضان وفق مستخدمي مواقع التواصل، فيما طالب آخرون بمقاطعة المسلسل وإيقاف بثه ضمن عدة هاشتاغات على غرار #مقاطعة_مسلسل_فتح_الأندلس و#أوقفو_مسلسل_فتح_الأندلس و#نلتمس_من_ملكنا_حماية_تراثنا.


ومنذ بدء عرضه، تعرض المسلسل لانتقادات حادة وصلت إلى حد وصفه بـ”المهلهل” و”الفاشل”، فيما كانت التهمة الأشد هي “تحريف تاريخ المغرب”. وسرعان ما تحول الغضب من المسلسل إلى غضب من العرايشي الذي يشغل منصبه منذ عام 2005. ووجهت له عدة اتهامات منها وقوفه خلف تأزم وضع القنوات التلفزية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية في ظل استمرار فقدان قنوات القطب العمومي للمزيد من المشاهدين كل شهر.


وسبق لـ“موند أفريك” أن أوضحت استنادا إلى مقربين من العرايشي أن الرجل الذي قضى على رأس القطب العمومي حوالي 17 عاما، لا يكثرت بانخفاض نسبة متتبعي القنوات التلفزية المغربية، ولم يعد مهتما بالتدبير اليومي لشؤون الشركة. وكتب مغرد:

وقالت مغردة:

HanaeEster@

#العرايشي_ارحل كمغربيات ومغاربة لن نغفر لك أنك أهدرت مال دافعي الضرائب لاقتناء مسلسل إنتاجه مشرقي مليء بالمغالطات والإساءة للمغرب ولطارق بن زياد الأمازيغي وتصويره وكأنه عبد مأمور في حين أنه كان بطلا وكان #فتح_الأندلس بفضله وبفضل جنوده الأمازيغ.


وكتب متفاعل:

RedaBen93@

المغرب يستحق إعلاما يدافع عن سمعته إعلاميا بشراسة يدافع عن القضايا الوطنية ومواقف المغرب بجرأة ويستحق إعلاما يدافع عن تاريخه وتراثه ويسوقه بطريقة تعكس قيمته، المغرب يستحق إعلاما أفضل بكثير مما قدمت طيلة عشرين سنة على رأس إدارة التلفزة المغربية. #العرايشي_ارحل.

ووجه معلق تغريدته إلى وزير الشباب والثقافة محمد بنسعيد:

وعلق مغرد:

AH7MAROC@

مصائب قوم عند قوم فوائد.. بعد غضب المغاربة العارم على ذلك المسلسل المشؤوم، هاشتاغ #العرايشي_ارحل ينتشر بسرعة هائلة في تويتر، فلربما حان الوقت لتغيير جذري في قناة المغاربة الأولى، لمواكبة التطور الإيجابي والسريع الذي يعرفه بلدنا الحبيب.

وتعرض العرايشي الذي شغل منصب رئاسة اللجنة الأولمبية الوطنية أيضا إلى انتقادات لاذعة في الإعلام وجاء في مقال في موقع الصحيفة المغربي “يعجز الكثير من المتتبعين للشأنين الإعلامي والرياضي في المغرب عن فهم مصدر القوة التي يتمتع بها فيصل العرايشي حتى توضع بين يديه مقاليد أهم مؤسسة عمومية للإعلام السمعي البصري وأهم مؤسسة رياضية في المغرب،

دون أن يُكتب في سيرته الذاتية أي ‘إنجاز’ يشفع له بذلك، فلا الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قادرة على منافسة القنوات الأجنبية في زمن أضحى فيه الإعلام ركيزة أساسية من ركائز القوة الناعمة، ولا اللجنة الأولمبية نجحت في صناعة أبطال يعيدون للمغرب أمجاد التتويجات في المحافل الدولية”.


ورغم تعيينه منذ عام 2005 فإن بصمة المدير الجديد لم تتضح على مضامين القنوات التلفزية المغربية إلى اليوم ولا تزال مساهمتها في النقاش العموم ضيقة إلى أبعد الحدود.

وانتقد مغردون عدم اكتراث السلطات المعنية بمطالبهم. وكتب حساب:

ويذكر أن وجهت الكتلة الاشتراكية في البرلمان المغربي سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة بنسعيد بشأن هذا العمل الدرامي وما يثيره من انتقادات بشأن “تغيير الوقائع التاريخية”.

وتساءل النائب المهدي الفاطمي عن “الإجراءات التي ستتخذها وزارة الثقافة لصون وتخليد تاريخ المغرب بعيدا عن جميع المغالطات والسرقة وتزوير الحقائق التاريخية والمجد المغربي بالأندلس”.

واعتبر الفاطمي أن مسلسل فتح الأندلس الذي اشترته “القناة الأولى من المال العام لا يولي أهمية للتراث المغربي، ولا يعطي تفاصيل عن شخصية طارق بن زياد الأمازيغي”، الذي قاد الجيش المسلم إلى سواحل إسبانيا.

وأشار إلى أن المسلسل “مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة”. وأكد أن “حدث فتح الأندلس هو حدث تاريخي بامتياز وأنه قد جرى عبر شمال المغرب وبجيوش شمال أفريقيا التي قوامها المغاربة الأمازيغ بالأساس”، مشددا على أن “يجعل المغرب الكبير (المغرب والجزائر وتونس) مجرد طريق جغرافي لجيوش المشرق الأموية، وأن المغاربة مجرد كومبارس تحت قيادة شخصيات شامية (سورية)، بينما التاريخ المدون عندنا كله عكس ذلك”.

ويذكر أن “فتح الأندلس” إنتاج قطري – كويتي ويعد من الإنتاجات الضخمة إذ زادت ميزانيته على 3 ملايين دولار، وشارك فيه نجوم من دول عربية مختلفة.

ويجسد الممثل السوري سهيل جباعي شخصية طارق بن زياد، ويلعب اللبناني رفيق علي أحمد دور موسى بن نصير، والأردني عاكف نجم في شخصية أبوبصير شيخ طارق بن زياد، والفلسطيني تيسير إدريس الذي يجسد شخصية لوذريق حاكم طليطلة.

وقد انطلق هذا الجدل حتى قبل عرض المسلسل بين المغاربة والجزائريين، إذ يعتبر الجزائريون أن القائد ينحدر من مدينة تلمسان الجزائرية، فيما يعتبره المغاربة مغربيا من منطقة الريف.

ويهدف المسلسل إلى تسليط الضوء على الحقبة التاريخية المهمة التي أسست دولة الأندلس، التي دامت أكثر من ثمانية قرون، في قالب درامي مشوق يكشف أحداث فتح طارق بن زياد مدينة طنجة ثم سبتة ومنها إلى
الأندلس.

واعتبر عدد من المغردين أن المسلسل يتضمن مغالطات تاريخية كثيرة تشوه الأحداث الحقيقية وتطمس الهوية الأمازيغية. وقال الباحث المغربي عبدالوهاب رفيقي في منشور على صفحته بفيسبوك إن المسلسل يعرض تحريفا تاريخيا و”سيناريو وحوارا فاشلا وهزيلا”.

وقال معلق:

ومن جانب آخر، قرر الناشط الأمازيغي رشيد بوهدوز اللجوء إلى القضاء للمطالبة بوقف عرض المسلسل التاريخي “فتح الأندلس” الذي تبثه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية على القناة الأولى هذه السنة خلال شهر رمضان.


صحيفة العربي

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى