إصداراترقمنة ومعلوميات

صناعات المستقبل.. كتاب يركز على الأساليب المتقدمة لصياغة المستقبل


  • العالم كما يبدو في 2035

إن مؤلفنا إليك روس يقلب النظر عبر السنوات الأربعين، التي يدير على أساسها مقولات هذا الكتاب، يقسّمها إلى 20 سنة انقضت بالفعل وبدأت بالطبع عند منتصف التسعينيات، ثم إلى 20 سنة مقبلة من الآن وحتى عام 2035.

مؤلفنا يتنبأ – على أسس من البحث العلمي والاستشراف التكنولوجي- بأن تمضي حياة البشر خلال العشرين سنة المقبلة على وتيرة أسرع خطى وعلى أساس صيغة أعمق تحّولاً وتغيّراً مما كان عليه الحال خلال السنوات العشرين المنقضية.

في هذا السياق ينبه المؤلف إلى أن المسالة ليست ميسورة من الوهلة الأولى. صحيح أن من البشر من سيطير فرحاً إزاء هذا الإيقاع المتسارع في الحياة بفضل ما هو متوقع من إنجازات التكنولوجيا. لكن الصحيح أيضاً أن هذه المتغيرات التقنية المأمولة سوف تقتضي بالضرورة اتخاذ سبل الاستعداد والتأهيل من أجل التوصل إلى فهم عميق وتفعيل عملي يفضي إلى التكيف مع طبيعة تلك المتغيرات وفهم قوانين حركتها وطرائق عملها.


والكتاب في هذا السياق بالذات لا ينسى أن يتوجّه إلى البلدان النامية والشعوب المتطلعة إلى التقدم ومن ثم إلى أجيال الشباب الطالع مفعماً بالأمل. ومن هنا يلح المؤلف على طرح أسئلة بليغة وأساسية من قبيل، كيف تأمل الدول – الأمم الناهضة في مجاراة ومؤازرة ما ينتج عن وادي السليكون في كاليفورنيا بأمريكا من ابتكارات باعتباره محور الإبداعات والتجديدات والمستقبليات على مستوى عالمنا بأسره؟

ثم السؤال الأكثر تواضعاً وربما الأكثر إلحاحاً على المستوى الاجتماعي هو: ماذا يمكن أن يقوم به الآباء في زماننا الراهن من أجل إعداد أبنائهم لمطالب ومقتضيات الغد بكل ما يحفل به هذا الغد.

  • العالم يواجه حرب الشيفرة

يواصل المؤلف تعميق المقولات المتعلقة بهيمنة الروبوت على البشر، فهو يذهب في الفصل الرابع إلى حيث يقول إن العالم خرج من ربقة الحرب الباردة التي انتهت مع عقد التسعينات إلى حرب الشيفرة.

وفي هذا السياق يعمد إلى مقارنة الألفاظ التي تفيد بأن التحول تمّ من حرب باردة (Cold) إلى حرب مشفرة (Code) وهي حرب المدونات والرموز وتكنولوجيا واستخدامات الحاسوب الإلكتروني وتحويل حياة البشر من عمليات تبادل الاتهامات المذهبية والنظرية والأيديولوجية إلى عملية العكوف على ترجمة الشفرات وفك الرموز.

ويعد كتاب “صناعات المستقبل” الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز. تمت ترجمته إلى خمسة عشر لغة.

  • المؤلف

في 30 نوفمبر 1971 وُلد خبير المعلومات، أليك روس في ولاية فيرجينيا الغربية بالولايات المتحدة، وتخصص خلال دراسته الجامعية في موضوع تاريخ العصور الوسطى. ولكنه تحّول إلى التركيز المتعمق على مجالات تقنيات واستخدامات الحاسوب الإلكتروني وتجليات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحق بالعمل في موقع المستشار الأقدم المعني بعمليات الابتكار والتجديد بوزارة خارجية الولايات المتحدة في واشنطن.


خاص لمجلة فكر الثقافية

الصفحة السابقة 1 2 3

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى