أخبار ومتابعات

رحيل “لويس سبولفيدا” .. العجوز الذي كَتب قِصص تشيلي والحُب

 

بعد صراع مع تداعيات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، استمر منذ 25 شباط/ فبراير الماضي، رحل أمس الخميس الروائي التشيلي لويس سبولفيدا (1949-2020) في منزله في منطقة أستورياس بإسبانيا حيث عاش منفياً من بلاده خلال ديكتاتورية بينوشيه.

اعتبر الروائي الراحل أول حالة أصيبت بــ كوفيد 19 في المدينة، وقد التقط الفيروس من مشاركته في مهرجان بالبرتغال وظهرت عليه أعراض المرض بعد عودته إلى إسبانيا، وتوفّي في المستشفى تاركاً للمكتبة العالمية إرثاً من الروايات التي قدمت صورة مختلفة لأميركا اللاتينية لم تلق بالاً كثيراً للواقعية السحرية التي وسمت كل الأدب اللاتيني، دون أن يعني ذلك أنه لم يستفد من هذا التيار في بعض أعماله.

وصلت عدة أعمال سبولفيدا إلى العربية من بينها: “خط ساخن” بترجمة محمود عبد الغني، و”قطار باتاغونيا السريع” بترجمة إلياس فركوح، وهو عمل تناول فيه رحلة نفيه من تشيلي. ففي عام 1973 اعتقل سبولفيدا بتهمة الخيانة وسجن لعامين ونصف، وبعد تدخل منظمة العفو الدولية، أُطلق سراحه مشروطاً بالإقامة الجبرية، لكنه هرب وعاش الحياة السرية تحت الأرض لمدة عام تقريباً قبل أن يُعاد القبض عليه ويحكم بالسجن لمدة 28 عاماً.

ستعود منظمة العفو الدولية وتتوسط ويتم تغيير عقوبته إلى ثماني سنوات في المنفى، لم يعد سبولفيدا بعدها إلى تشيلي وسحبت منه جنسيته ولم يستعدها إلا في عام 2017، ولكنه لم ينقطع عن أميركا اللاتينية فعاش بين شعوب الأمازون الأصلية فترة وكتب مستلهماً هذه التجربة عمله الشهير “العجوز الذي يقرأ قصص الحب” (1992).

وخلال تنقله بين الإكوادور وبيرو وكولومبيا ساهم في تأسيس فرق مسرحية مختلفة، وفي نيكاراغوا شارك في “الجبهة الساندينية للتحرير الوطني” التي أسقطت ديكتاتورية سوموزا، ثم عاد أدراجه إلى أوروبا حيث عاش مع زوجته الشاعرة كارمن يانيز وقد تعرضت هي الأخرى للتعذيب خلال حكم بينوشيه، كما عاش في هانوفر الألمانية قبل أن يستقر في إسبانيا في العقدين الأخيرين.

صدرت لسبولفيدا عشرات الكتب من رواية وقصة قصيرة ومقالات، كما كتب وأعد سيناريوهات عديدة للسينما؛ ومن أبرز رواياته التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة عالمية: “خوف، حياة، موت وهلوسات أخرى”، و”العالم عند نهاية العالم”، و”قصة النورس والقط الذي علمه الطيران”.

 

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى