أخبار ومتابعات

المنظمة العربية للتعريب والتواصل تَستنكر دورات التدريب في اللغة الفرنسية للمعلمين

 

على ضوء ما نشرته صحف مغربية حول تخصيص وزارة التعليم دورات تدريبية لفائدة الأساتذة والمعلمين المغاربة لتقوية اللغة الفرنسية لديهم، بموجب اتفاق مع مركز ثقافي فرنسي، وتفاعلا منها مع التعليقات المنددة وحتى الساخرة من الوضع الذي بات عليه قطاع التعليم في المغرب في عهد الوزير سعيد أمزازي الذي سبق أن كشف أمام ملايين المتتبعين جهله الفاضحة في لغة وطنه، اللغة العربية لغة الثقافة المغربية، فإن المنظمة العربية للتعريب والتواصل، وإذ تضم صوتها للملايين الرافضة لفرنسة تعليمنا وإلحاقه بالحوزة الفرنكفونية التي تعرف كأحد التجمعات الأكثر تأخرا في العالم على مستوى التعليم، فإننا نستنكر هذه الخطوة البئيسة التي أقدم عليها الوزير والمتمثلة في تدريب الأستاذة المغاربة على لغة تبين بالواضح ضعف حضورها حتى وسط العنصر والكوادر التعليمية التي يفترض أن تلقن بها متمدرسيها.

المنظمة العربية للتعريب والتواصل تعتبر خطوة الوزير، خطوة فاشلة بامتياز ودليل على الارتجال والتعصب لصالح اللغة الفرنسية المصنفة في آخر ترتيب اللغات المنتشرة دوليا والتي لا تحظى بأي أهمية حتى على مستوى غرب أوروبا، ونعتبر خطوة الوزير اعترافا بغياب الإعداد المسبق لفرض اللغة الفرنسية على المدرسة الوطنية، إذ تبين هذه الارتجالية تغييب رأي العنصر الفاعل داخل القطاع التعليمي وعدم اشراكه في النقاش حول مشروع قانون الإطار، خاصة أن مثل هذه التدريبات يفترض أن تنظم قبل إعداد القانون وقبل إخراجه حتى يتبين مدى استفادة المدرسين منها، كما نعتبر هذا الإعتراف بضعف تمكن الاطر التعليمية من اللغة الفرنسية، بأنه إقرار بضعف بنيوي تعاني منه اللغة الفرنسية التي لم تستطع خلق حضور لها في الأوساط المغربية رغم الامتيازات التي حظيت بها في جميع المناحي منذ الاستقلال.

وإذ نشير إلى أن هذه الخطوة سبقتها خطوة مماثلة قامت بها سنة 2014 وزير ة التعليم الجزائرية السابقة، وأبانت عن فشلها الذريع، فإننا في نفس الوقت نستهجن هذه النظرة القاصرة تجاه رجل التعليم المغربي، والذي يفترض أنه أنهى تدريباته في مراكز التدريب بما يؤهله لتدريس المناهج التعليمية، وأن التكوينات المستمرة يتوجب أن تهم ما هو بيداغوجي وليس مدارك المعلم على مستوى اللغة، كما نضم في هذه المنظمة صوتنا إلى الاطر التي عبرت عن استنكارها لاستفراد موظفي المركز الفرنسي بتدريب المدرسين بدل إشراك كوادر وزارة التعليم في هذه العملية، ما يؤكد النظرة القاصرة والتبخيسية لدى معالي الوزير لكل ما هو مغربي، وندعو في هذه المنظمة إلى ايلاء الاهتمام باللغات التي عليها طلب كبير كاللغتين الاسبانية والانكليزية، هذه الأخيرة (اللغة الانلكيزية) التي يحتاجها الطلبة في أسلاك الماجستير بنسبة تفوق 70 بالمئة خلال إنجازه بحوثهم باعتبارها لغة العلوم والتكنولوجيا والانخراط في المجتمع العالمي والتي تم تهميشا في قانون الإطار الظالم تحت تبريرات مثيرة للضحك، لصالح تعبيد الطريق للغة انتهت صلاحيتها على مستوى قارتها الأوروبية.


عن مجلس إدارة المنظمة العربية للتعريب والتواصل

حرر بالدار البيضاء، الأحد 08 أيلول/ سبتمبر 2019

 

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى