علوم

حدثْني عن العظماء

هَذَيَان الأراجيف، والترنح، وعُسْر التلفظ، وعسر البلع، والخزل الشِّقّي؛ كلها أسماء رنانة لحالات عصبية تخفي جوانب قاسية، لكنْ في هذا الكتاب الرائع لـ؛ بِن بلاتس-ميلز، تتفوق الشخصيات التي دمّرها العنف، أو السكتة الدماغية، أو حادث عند الولادة على هذه التفاصيل الطبية.

تبدأ أحداث القصة في مؤسسة خيرية بلندن، تُسمَّى «هيدواي». يدخل من أبوابها أفراد احتفظوا بهويّاتهم، لكنْ على نحو غير مؤكد. فداني يعاني شللًا نصفيًّا، نتيجة اعتداء تعرَّض له من عصابة. وليا، التي وُلِدت مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، تُرِكت شبه عاجزة تعاني مرضًا ضارًّا بالدماغ، تم تشخيصه متأخرًا. وماثيو، مبرمِج الكمبيوتر الطموح، وجد مسار حياته يتغيّر، بعدما تركته عملية كيس غروي بضعف في الذاكرة.

أحد هؤلاء الأشخاص الثلاثة مُدان سابق من مدينة لندن، وأخرى لاجئة من إريتريا، والثالث نيجيري مهاجر بغرض تحسين مستوى معيشته، لكن ما يميز حقًّا هؤلاء الأفراد – حتى مع ضعف الذاكرة، وخيانة الكلمات لهم – هو حيويتهم العنيدة، ووعيهم بحالتهم في مواجهة البيروقراطية الاجتماعية والطبية. فهم لديهم الوعي، ويرغبون في أن يكون لدينا الوعي بالمثل.

يتساءل بلاتس-ميلز: «كيف لك أن تروي قصة عن كل هذا القدر من الفقد، والإعاقة، وسوء الحظ الكارثي…؟»، ولكنه يرويها بشكل رائع.


  • ترجمة :

تيم رادفورد: محرر علمي لصحيفة «الجارديان» حتى عام 2005.


المصدر : مجلة نيتشـر العلمية – النسخة العربيـة.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى