سيميائيات

البحث عن المعنى

بعد ثلاثة عقود من العمل الأكاديمي والتأليف في السمياء والنقد، والكتابة في الشأن العام، والترجمة، أي بعد ثلاثة عقود من “البحث عن المعنى” بتنا نحن قراء سعيد بنگراد بحاجة إلى مثل هذا الكتاب، فيما احتوى من المحاورات التي جاءت صوى لنا في مسيرة هذا المفكر والمثقف والإنسان الذي يذكرني دوماً ودائماً بصديق العمر الراحل بوعلي ياسين، في جديته وتواضعه ودأبه وانفتاح آفاقه ونهمه المعرفي والنقدية المكينة في تكوينه الثقافي وفي كتاباته ومواقفه.


إنه سعيد بنگراد الذي بادرني في لقائنا الأول: أنت وبو علي ياسين ورطتماني مع كثيرين في مطلع شبابنا. بماذا يا سعيد؟ بكتابكما: الأدب والايديولوجيا في سوريا. والورطة كانت فيما ينبض به ذلك الكتاب الذي صدر في بيروت عام 1974، من التحزب والتمركس والشجاعة والجذرية.


يقول سعيد في الحوار مع مجلة البلاغة وتحليل الخطاب (2013) إنه في تلك السن المبكرة كان ماركسياً لينينياً يرى العالم مقسماً إلى فوق وتحت، وإنه كان ينتمي إلى منظمة يسارية، لذلك هرب إلى باريس للدراسة، وهناك اكتشف لوناً آخر غير الأبيض والأسود.


وبعد الدكتوراه عاد إلى المغرب ليدرس السيمياء في الجامعة، وليبدأ “مشروع العمر” الثقافي والمعرفي والسياسي، وهو المشروع الذي يسعى إلى المصالحة والتفاعل بين العمل الأكاديمي وبين قضايا الديمقراطية والعلمانية والحداثة. وبعبارته: سعيٌ هو إلى الحوار بين نظريات في كامل طاقتها التجريدية والمفهومية، وبين حيثيات المعيش وتفاعلاتها.


وكما يليق بالمفكر والكاتب النقدي، بالإنسان النقدي الذي لايفتأ ينقد ذاته، وبالنقد يتطور، يخبر سعيد أنه مع بداية الألفية الثالثة طلّق الخطاطات المسبقة والأحكام النظرية التي تنظر إلى النص كجثة، ليتبنى رؤية جديدة تمنح النص كل ما يقتضيه. وبذا، صارت له السميائيات التأويلية هي البديل.


افتتح سعيد سيرته كمؤلف بكتاب “النص السردي: البناء الثقافي” عام 1994. ومنذ الكتاب الثاني بعد سنتين “النص السردي: نحو سميائيات للأيديولوجيا” سيصير التأليف في السمياء همه الأول، فتتتالى كتبه: السميائيات السردية: مدخل نظري – 1997 “السميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها” ( 2000) و “سيمولوجيا الشخصيات السردية: رواية الشراع والعاصفة أنموذجاً”( 2003) و “السميائيات والتأويل – 2005” و “مدخل إلى سميائيات شارل سندرس بورس” – 2005 و”سميائيات الصورة الإشهارية: الإشهار والتمثلات الثقافية” (2006) و”سيرورات التأويل: من الهرموسية إلى السميائيات” (2012) و”وهج المعاني: سميائياتالأنساق الثقافية” ( 2013) و “الدستور المغربي الجديد في سميائيات الخطاب السياسي”( 2014).


وعبر هذا المشوار الطويل الغني، كان للصورة وللإشهار نصيبه من مؤلفات سعيد “الصورة الإشهارية: آليات الإقناع والدلالة” (2009)، فتاريخ الصورة هو تاريخ الإنسان منذ عهد المغائر. وكذلك كان للسرد نصيب في “السرد وتجربة المعنى” ( 2008) وفي “الشرعية وسلطة المتخيل” ( 2016).

ولئن كان “المعنى” حاضراً على الدوام، فهو قد عَنْوَنَ مؤلفات أخرى مثل “وهج المعاني..” و”مسالك المعنى: دراسة في بعض أنساق الثقافة العربية”. وفي حضور المعنى، هذا، يتأسس عنوان هذا الكتاب “البحث عن المعنى”.


في الحوار الأول في هذا الكتاب، وفي مظان أخرى مما يلي، سيبدي سعيد ويعيد في أن السميائيات هي أصلاً دراسة للمعنى، ليس كمادة أو كمضمون، بل كجزء من سيرورة. ويعلل سعيد اهتمامه بالمعنى بأن الإنسان منتج للمعاني، وإنسانية العالم تتمثل في قدرته على الإحالة على معنى.


ومع كريماس، يرى سعيد أن من ينكرون وجود “معنى” يعترفون بما ينكرون. كما ينوه بفكرة “الدازين” Dasein التي صنعت مجد هايدغر، ومجد الفينومينولوجيا، وهي تنطلق من فكرة المعنى، أي من الإنسان من حيث هو منتج للمعاني ومستهلك لها في آن. فـ (الحياة معنى)، ونحن موجودون في المعنى، ومن خلاله نحضر في تفاصيل المعيش.


وما من معنى للنصوص في ذاتها، بل في امتزاجها بأفق القارئ. وسعيد يعلن بجهارة أنه يتحدر من تيار يعتبر المعنى حجر الزاوية في الوجود الإنساني. كما يعلن أنه يتحدر من تيار سميائي يعد المعنى الأساس في تشكل الأنساق واشتغالها.

ومما يرسله أن التعرف على المعنى هو جزء من السيرورة التي تقود إليه، وجزء من سيرورة تشكله أيضاً. وتحضرني هنا قولة تيري إيجلتون في كتابه “الإرهاب المقدس” بترجمة أسامة إسبر: “تجرد القوة المطلقة العالم من معناه الجوهري، بحيث تضعف مقاومته لخططها حياله.

ولكن عالماً دون معنى، نادراً ما يستحق الإخضاع”. وفي منظومة سعيد، حيث يتصدر التأويل، ليس التأويل تعرفاً على معنى، بل هو استنفار لطاقة ديناميكية لا يكشف النص عنها إلا من خلال أفق يسائله، ويعيد بناء مقاصده.


إلى ذلك كان للترجمة نصيبها الوافر أيضاً من إنتاج سعيد بنگراد، لكنه ينفي أن يكون مترجماً، فهو – وهذا من مشروع العمر أيضاً – يحاول استنبات الميدان الذي يعمل به في الثقافة العربية، من خلال نقل نصوص إلى لغة هذه الثقافة. وعمله، بالتالي، في الترجمة، هو إعادة كتابة النصوص التي يترجمها، ولذلك يصدر ترجماته بمقدمات طويلة – بلغت مقدمة ترجمة كتاب “سميائيات الأهواء” أربعين صفحة – ليست تعريفاً بالكتاب فحسب.

بل توجيه لقراءته. وهنا، أعترف أنني أحاول في هذا التقديم لكتاب (البحث عن المعنى) توجيه قراءته، وليس فقط التعريف به وبصاحبه، ولذلك يكثر في هذا التقديم ما هو شبه حرفي من حوارات شتّى في هذا الكتاب.


لا وجود للأجنبي في ميدان المعرفة – يقول سعيد في سياق حديثه عن الترجمة – والأصوليون لا يرتاحون للترجمة، ولا يتحمسون لنقل الفكر الإنساني إلى العربية، لأنه يشوش على يقينياتهم. وفي الترجمة، يؤكد سعيد أن علينا الاستعانة بالتراث العربي.

وبصدد المصطلح يمضي إلى أننا أخرجنا اللغة من الشارع بينما نطلب منها مواكبة العلم الحديث. ويضرب مثلاً بمصطلح الهرموسية الذي استخدمه قبله فريد الزاهي، بدلاً من القول: الهرمونيطيقا أو الهرمونيتيكا. ولعل التحدي الأكبر والإنجاز الأكبر في آنٍ معاً، لسعيد في الترجمة، هو ترجمته لكتاب ميشيل فوكو (تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي – 2006)، فكانت لهذه الترجمة جائزة الأطلس الكبير المغربية، كما كانت لترجمته كتاب “سميائيات الاهواء من حالات الأشياء إلى حالات النفس” لكريماس وفونتيني، جائزة المغرب 2010.


ومن ترجمات سعيد كتاب دافيد فيكتوروف “الإشهار والصورة، صورة الإشهار”، وكتاب برنار كاتولا “الإشهار والمجتمع” وكتاب غي غويتي “الصورة، المكونات والتأويل” وكتاب فيليب هامون “سميولوجية الشخصيات الروائية” وكتاب فولتير “قول التسامح”. ولأمبرتو إيكو حظوته عند سعيد، إذ ترجم له (ست نزهات في غابة السرد). ومن ترجمة سعيد البديعة لهذا الكتاب، استقيت عنوان كتابي “غابة السرد الروائي” ( 2015).

كما ترجم لإيكو “العلامة: تحليل المفهوم وتاريخه” و”آليات الكتابة السردية” و”التأويل بين السميائيات والتفكيكية” و”اعترافات روائي ناشئ” و”دروس في الأخلاق”.


ربما كان الأوفى بوصف سعيد بنگراد أنه “النقاد” بفتح النون، وكذلك بضمّها لأن الرجل جمع في مفرد وليس فقط الناقد، حيث تذهب الإشارة إلى الناقد الأدبي، وقد كان سعيد كذلك بخاصة في أحدث كتبه “الشرعية وسلطة المتخيل – 2016”. ففي “نقد النقد” يذهب سعيد إلى أن الرؤية التقنوية المنتشرة في التطبيقات النقدية العربية المعاصرة، حولت النقاد إلى تكنوقراطيين حولوا بدورهم النقد إلى تقنيات في القول.


وبجرأة العالم على نقد الذات يرى أننا نكتفي بخطاطات شكلية مفصولة عن أصولها، ونحاول تطبيقها بسرعة دون مراعاة للشرط اللغوي الذي سيحتضنها، أو نرفضها بدعوى الأصالة والخصوصية. وعلى المستوى الأكاديمي يرى سعيد، وهو من أهل الدار، أنه ثمة استخفاف بالعلوم والمصطلحات، حتى إن من الأكاديميين من يفتخر بأنه لا يعرف النظريات، ويحذر الطلبة من الاقتراب منها، لأنها لا تورث إلا الصداع.


على المستوى الثقافي والاجتماعي، يسجل سعيد بحسرة غياب أي تواصل بين الحقول المختلفة في الفضاء الثقافي العربي. ويتحدث – معاضداً إيكو –عن “مزبلة الأنترنيت” حيث يُكتب ويُنشر بلا ضابط، فتحول الفضاء الافتراضي، وبخاصة منه العربي، إلى مزبلة وأداة للتشويش على كل معرفة رصينة.


من الموجهات عند سعيد أنه لا يمكن الآن التعامل مع النص باعتباره كياناً مكتفياً بذاته ومنفصلاً عن قصد صاحبه، وعن قصد قارئه. وكذلك اعتبار القراءة إعادة بناء لقصدية أو قصديات النص، وليست التعرف على معنى جاهز ومودع بشكل نهائي في النص. وعلى المستوى الاجتماعي يفسر بحالة الحسية ازدهارَ الأغاني الجديدة التي لا تهتم إلا بالارتباط بأجساد ما عادت تملك سوى جانبها الإيروسي في أشكاله الأكثر بذاءة.

كما أن الإشهاري يستعين بأحاسيس ومشاعر كونية من أجل الترويج لمنتجات، هي في أغلب الأحيان نفعية ووظيفية، بينما الإشهار صناعة للمعنى، وليس مجرد عرض مادة. ومن المجتمعي في نقود “النُقّاد – النَّقاد” أيضاً أننا نعاني من غياب ثقافة العين، وأن العين السلفية خليعة، لأنها تلتقط الحسي في الجسد، ولا تنتبه إلى إيقاعات الجمال فيه. ويتصل بذلك أن التحريم لا يؤدي إلا إلى التلصص.


ولسعيد أيضاً ما له في المثقف اليوم. فيومنا – راهننا يتميز بلبس سياسي وفكري وأخلاقي استثنائي. والمثقفون مدعوون إلى خوض معركة القيم، بمفهومها الفلسفي العميق، أي بمفهوم السلوك المرتبط باليومي. وسعيد بنگراد يدعو المثقف إلى ان يقوم بدور خارج دور الالتزام الحرفي القديم، أي إلى العودة إلى موقفه: مدافعاً عن الصدق والعدل والخير والفضيلة، وعن التعدد في السياسة والفكر والمعتقد، فالمثقف يتحرك في الظل الاجتماعي بعيداً عن الضوضاء، بخلاف السياسي.


والمثقف يشارك من موقعه، غير معني بتفاصيل الحراك ولا بتكتيكات السياسي الذي يُسأل وحده عن موقفه من الثورة. ويتصل بذلك نقد سعيد لما أسميه بسنوات الزلزال منذ 2011. فعن حركة 20 فبراير 2011 المغربية يبدي تشاؤمه، ليس من الحركة في ذاتها، بل من مآلها، وهي التي لم يكن لها برنامج سياسي، ولا رؤيا للمستقبل، وبلا عمق شعبي، ويقودها شباب محدود التعليم والوعي السياسي، ينساق خلف المواقع الألكترونية وكاميرا الجزيرة “التي أصبحت تنظيماً سياسياً وايديولوجياً” كما يقول.


ومن حركة فبراير المغربية إلى ما عرف بالربيع العربي، يرى سعيد أنه لا قيمة هنا للتسمية، فكلها جائزة: انتفاضة، حركة إصلاحية، ثورة. وفيها اختار الناس ما هو أقل سوءاً من النظام، أو من يملك من وعود أكثر مما يملك من حلول اقتصادية.

وها هو التاريخ، في منظور سعيد بنگراد قد خاننا ثانية. فعلى الرغم من أن العالم العربي لن يكون كما كان، والطغاة سقطوا، فسوف نكون أمام طغاة جدد سيحكموننا باسم فهمهم للدين. وهكذا، لا يستطيع المبدع أن يرى فيما يجري سوى تزحلق على طين يرد إلى الوراء أكثر مما يستشرف مستقبلاً، والمطالبة بالديمقراطية قد تكون طريقة لإلغاء الديمقراطية.


ذات عصر بعيد – آه ما صار أبعده – كنت وسعيد في ختام مؤتمر في جامعة فيلادلفيا (عمّان)، فرتبت مع المبدعة الصديقة روزا ياسين حسن – ابنة بوعلي ياسين – أن نلتقي مساء في بيتها في دمشق: سعيد، ومحمد عبيد الله، وأنا. وفي غمضة عين، التأم الشمل، وكانت روزا قد دعت رهطاً من الصديقات والأصدقاء، وامتد السهر والنقار والحوار والغناء حتى الفجر.

وقد أورثت السهرة سعيداً لازمة سيظل يرددها سنوات كلما التقينا أو تهاتفنا، إذ أسأله: والأمة يا سعيد؟ فيهزج: لازالت الأمة بخير. لكن صوت سعيد جاء مجرَّحاً كضحكته عندما سألته في أبو ظبي (أيار 2016): والأمة يا سعيد، فقال: ليست بخير.


تسري الفلسفة حيناً، وتسفر حيناً، في محاورات هذا الكتاب. فإلى ما سبق في المعنى بخاصة، يرى سعيد أن الحديث عن فلسفة عربية – أو نقد عربي –لا يعني جوهراً خاصاً بنا، بل شكلاً عربياً من خلال اللغة وضمن أوالياتها. ويتصل بذلك أن المفاهيم لا وطن لها، فهي جزء من الشرط الإنساني. كذلك هو قوله إن الحداثة تصورٌ خاصّ بالحقيقة والمعرفة وزوايا النظر، وهي تنسيب لكل شيء.

أما مابعد الحداثة، فهي طريقة لاستعادة ما تركته الحداثة جانباً، وليست رد فعلٍ على الحداثة، كما أنها ليست نسقاً اجتماعياً ولا أفقاً سياسياً. ولعل ذروة حضور الفلسفة كنسغ أو سافرة، قد جاءت في اشتغال سعيد على السرد الديني والتجربة الوجودية، انطلاقاً من القصص الديني، وقراءته وفق غايات تأويلية.


ليست المعرفة بحسبان سعيد تأملات تنصب على كائن معلق في الهواء، بل هي محاولة للإجابة على أسئلة يطرحها سلوك الناس ومواقفهم في الاستهلاك والحب والصراع وتناقض المصالح.. ولأن ذلك كان مكيناً في كيان سعيد منذ البدايات، فقد أطلق مع مجموعة من أساتذة كلية الآداب في جامعة مولاي إسماعيل، يتقدمهم الراحل عبد العلي اليزمي، مشروع مجلة “علامات” سنة 1994، فتأكد فيما يرى – لأول مرة في المغرب – أنه يمكن لمثقفين مستقلين إصدار مجلة خارج السلطة أو الحزب.

وها هي “علامات” بعد اثنتين وعشرين سنة تواصل دورها وتعمقه. أما سعيد بنگراد الذي يعلن أننا منتَج من منتجات الزمن، وأن السرد لن يكون إذن غير احتفاء بالزمن كما هو حارس الزمن، فيبدو أنه قد بات قاب قوسين او أدني من أن يفعلها: أن يكتب الرواية، مادام يصرح أنه يفكر دائماً في كتابة رواية أبعد ما تكون عن سيرته الذاتية، أو سيرة محيطه المباشر. ونحن قراء سعيد بنگراد بالانتظار تائقين وواثقين من أنه سيصدق وعده، وحسبنا أن نشهد على الوعد أمبرتو إيكو السميائي والمفكر والروائي.

سعيد بنكراد

د- سعيد بنكَراد؛ أكاديمي ومترجم مغربي، أستاذ السيميائيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس. الرباط - المغرب. يُعدُّ من أهم المتخصصين في السيميائيات في العالَم العربي. المدير المسؤول لمجلة "علامات" المتخصصة في الدارسات السيميائية، نَشر عشرات المؤلفات، منها: "وهج المعاني: سيميائيات الأنساق الثقافية" (2013)، و"النص السردي: نحو سيميائيات للإيديولوجيا" (1996). وعدد من الترجمات، منها: "رسالة في التسامح" لفولتير (2015)،و"دروس في الأخلاق" لأمبيرتو إيكو (2010)، و"تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي" لميشيل فوكو ( 2005).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى