أعلام اللسانيات العرب

أبو اللسانيات: العلامة “عبد الرّحمن حاج صالح”

ولد عالم اللسانيات الدكتور؛ عبد الرّحمن حاج صالح سنة 1927م بمدينة وهران – الجزائر. أتمّ تعليمه الأولي، واختار شعبة الطب. في سنة 1954 توجه إلى مصر ليكمل دراسة ويتخصص في جراحة الأعصاب.


وكان يتردد على باستمرار على جامع الأزهر، ويحرص على حضور دروس اللغة العربية فيه. كانت هذه الفترة هي التي حددت توجه الدكتور عبد الرحمن صالح  الجديد، حيث قطعَ مع الطب وتفرغ لدراسة تراث اللغة العربية، خاصة النحو والمنطق الرياضي الذي يقوم عليه.


ولكن بأدوات جديدة وعلمية، فسخّر سنوات من عمرِه وجهده للتمكُّن والتعمُّق في الدراسات اللغوية المعاصرة، إلى أن صار أستاذا زائرا بجامعة فلوريدا.


خلال فترة إقامتِه في الديار الأمريكية حظي بفرصة الالتقاء بالعالم اللساني المعروف نعوم تشومسكي، وتوِّجت هذه اللقاءات بمناظرة بينهما. لقب بأبو اللسانيات.


  • مشروعُه اللغوي

مالَ العلامة عبد الرحمن في معظم أبحاثِه  إلى الدراسات المقارنة، خصوصا المقارنات العلمية بين التراث اللغوي ومختلف النظريات اللسانية، حيث كانت هذه الدراسات تستند بالأساس على التراث النحوي للخليل أحمد الفراهيدي باعتبارِه رياضيا قبل أن يكون نحويا، في محاولة من الباحث للكشف عن أسرارِ هذه الذخيرة النحوية العربية الأم.


وظلت اللسانيات هي العامل الموجِّه له في مشروعِه. إلى جانب مساهماتِه القيّمة في حقل التعريب. ويرجع له الفضل في إرساء أساسات الدرس اللساني في الجامعة الجزائرية

  • المناصب العلمية والأكاديمية
  • شغل الحاج صالح منصب رئيس المجمع الجزائري للغة العربية. ورئيس قسم اللغة العربية. ورئيسا لقسم اللسانيات.
  • انتخب عميدا لكلية الآداب حتى عام 1968م.
  • عُيِّن عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق وبغداد وعمان.
  • عين مراسلا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
  • انتُخب رئيسا لمؤسسة “الذخيرة العربية” سنة 2008. واختيرت الجزائر مقرا لهذه المؤسسة العتيدة تكريما له.
  • ترأسَ “المجمع الجزائري للغة العربية” منذ سنة 2000م.
  • الإنتاج العلمي والمنشورات
  • للعلامة الحاج صالح؛ عشرات البحوث والدراسات العلمية القيّمة؛ نشرت في مختلف المجلات العلمية المتخصصة، باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية
  • أطلق مشروع (غوغل العربي)، أو البنك الآلي العربي، وهي من المحاولات المبكّرة للحوسبة اللغوية (اللسانيات الحاسوبية).
  • ساهم كذلك في إنجاز “معجم علوم اللسان”، ويضم معجم “علم اللسان العربي” ومعجم “علم اللسان العام” وهو عمل مشترك تحت إشراف مكتب تنسيق التعريب التابع للأليكسو،1992م.
  • بعض أعمالِه المهمة
  • أصول تصحيح القراءة عند مؤلفي كتب القراءات وعلوم القرآن قبل القرن الرابع الهجري. (مجلة المجمع ج 90).
  • الجوانب العلمية المعاصرة لتراث الخليل وسيبويه. (مجلة المجمع ج 92).
  • تأثير الإعلام المسموع في اللغة العربية، وكيفية استثماره لصالح العربية.(مجلة المجمع ج 94).
  •  تأثير النظريات العلمية اللغوية المتبادل بين الشرق والغرب: إيجابياته وسلبياته. (مجلة المجمع ج 96).
  • المعجم العربي والاستعمال الحقيقي للغة العربية. (مجلة المجمع ج 98).
  • حوسبة التراث العربي والإنتاج الفكري العربي في ذخيرة محوسبة واحدة كمشروع قومي. (مجلة المجمع ج 103).
  • الجوائز

حاصل العلامة عبد الرحمن الحاج صالح على جائزة الملك فيصل للّغة العربيّة والأدب سنة 2010، تقديرا لجهوده العلمية المتميزة في إنتاجِه  العلمي القيِّم؛ “النظرية الخليلية وعلاقتها بالدّراسات اللسانية المعاصرة”، ودفاعه المستميت عن أصالة النحو العربي وصفائه.

توفي (رحمه الله تعالى) سنة 2017م عن عمر ناهز الـ90 سنة.

  • من أقوالِه

وحيد اللغة مسكين ومعاق، لهذا فأنا أدعو الفرد دائما ليكون متعددَ اللّغات.

بالعربية

بالعربية: منصة عربية غير حكومية؛ مُتخصصة في الدراسات والأبحاث الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى