التداوليات

بعضُ المفاهيمِ الكبرى في التداولية

  • تمهيد:

إن التداولية اتجاه من اللسانيات يهتم بدراسة اللغة وهي تعمل؛ بمعنى الاهتمام بالمتكلم وسياقات الاستعمال، هذا، إلى جانب الاهتمام باللغة وما تحمله من أفعال ومقاصد وغايات، والتي يتوخى المتخاطبون تحقيقها انطلاقا من أقوالهم. ومنه؛ فإن القول فعل، والفعل قول.

إن التداولية تعد حلقة وصل بين علوم عدة، حيث إنه يصعب تقديم تعريف جامع مانع لها، ويعزى ذلك إلى كون التداولية: تجمع بين اللسانيات والمنطق والفلسفة وعلوم إنسانية أخرى (علم الاجتماع، علم النفس المعرفي) من جهة، وتجمع بين دراسة اللغة ومستعملي اللغة من جهة ثانية.

بناء عليه، سنحاول مقاربة مفهوم التداولية من خلال تقديم بعض التعريفات المتعلقة به، ثم كيف تمت ترجمته إلى اللغة العربية.

إن تعدد مشارب التداولية ومصادرها، يجعلنا نتساءل عن: مفهوم التداولية؟ وعن بعض المفاهيم الكبرى، التي يقوم عليها الحقل التداولي؟ ثم البحث عن مصدر هذه المفاهيم؟

بهذا، سنحاول الإجابة عن التساؤلات، عن طريق تقديم بعض الآراء المتداولة في هذا السياق.

  • 1- مفهوم اللسانيات التداولية:

لقد تعددت الآراء التي تناولت بالبحث الأسس والجذور التي كانت المرتكزات الأولية للتداولية المعاصرة. فمنهم من يؤرخ لها منذ القدم؛ إذ كانت تستعمل كلمة pragmaticus اللاتينية، وكلمة pragmaticas الإغريقية بمعنى (عملي). ومنهم من يرجع تأسيسها إلى الفلسفة التحليلية للفيلسوف غوتلوب فريجه وفنجنشتاين (1)”.


1-1- التداولية في الغرب.

إن اللسانيات التداولية اتجاه لساني يعنى بدراسة اللغة ومستعمليها، ثم مراعاة مقامات التواصل ووضعية المتخاطبين في سياقات تواصلية معينة؛ فالتداولية تتقاطع مع علوم معرفية مختلفة، ما جعل منها نظريات لم يكتمل بناؤها بعد، كما أن مفاهيمها انبثقت من مصادر مختلفة، ما جعل كل باحث يعرفها انطلاقا من مجال اشتغاله، ومن الزاوية التي ينظر منها للغة.

ما نتج عنه ظهر تعاريف تتجاذب التداولية، “فقد حدت على أنها: اتجاه في الدراسات اللسانية، يعنى بأثر التفاعل التخاطبي في موقف الخطاب، ويستتبع هذا التفاعل دراسة كل المعطيات اللغوية والخطابية المتعلقة بالتلفظ، ولا سيما المضامين والمدلولات التي يولد الاستعمال في السياق. وتشمل هذه المعطيات:

– معتقدات المتكلم ومقاصده، وشخصيته وتكوينه الثقافي ومن يشارك في الحدث اللغوي.
– الوقائع الخارجية، ومن بينها الظروف المكانية والزمانية والظواهر الاجتماعية المرتبطة باللغة.
– المعرفة المشتركة بين المتخاطبين، وأثر النص الكلامي فيها(2) .


1-2- التداولية في العالم العربي.

إن المتأمل في مفهوم التداولية في العالم العربي، سيستشف أن المفهوم عرف ترجمات متعددة، إذ يترجم مصطلح Pragmatique بعدة مقابلات في العربية، “فهناك: الذرائيعية، والتداولية، والبراكماتية، والوظيفية، والاستعمالية، والتخاطبية، والنفعية، والتبادلية… لكن أفضل مصطلح، في منظورنا، هو التداولية؛ لأنه مصطلح شائع بين الدارسين في ميدان اللغة واللسانيات من جهة؛ ولأنه يحيل على التفاعل والحوار والتخاطب والتواصل والتداول بين الأطراف المتلفظة من جهة أخرى(3) .

وفي المقابل هناك من ترجم pragmatique ب” التداوليات؛ إذ تعود بداية هذا الأخير إلى الباحث المغربي طه عبد الرحمان؛ إذ يقول في هذا الصدد: ” وقد وقع اختيارنا منذ 1970 على مصطلح التداوليات مقابلا للمصطلح الغربي( براغماتيقا) لأنه يوفي المطلوب حقه، باعتبار دلالته على معنيين: الاستعمال والتفاعل معا، ولقي منذ ذلك الحين قبولا من لدن الدارسين الذين أخذوا يدرجونه في أبحاثهم(4) .

وتبعا لذلك، يعد طه عبد الرحمان هو صاحب مصطلح التداوليات منذ 1970، ويمكن تفسير ذلك؛ من خلال دلالة المصطلح على معنيين؛ إذ إنه يعبر عن التواصل بين المتخاطبين والتفاعل فيما بينهم، وهذا ما يرتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بالممارسات التراثية، ولا أدل على ذلك من خلال ما نجده في كتب البلاغيين القدامى: كالجاحظ، والجرجاني، والسككي…الخ؛ فالجاحظ تحدث عن المتلقي، ثم دعا إلى ضرورة الاهتمام به؛ من خلال النظر إلى ظروفه ووضعيته في المقام التخاطبي.

كما أن مصطلح التداوليات شامل، حيث إن التداولية ترتبط باللسانيات، أما التداوليات؛ فإنها تضم تداوليات متعددة ك: تداولية البلاغيين، وتداولية اللسانيين، وتداولية الفلاسفة والمناطقة… الخ.

لقد اختلف الباحثون حول العلاقة بين التداولية واللسانيات، يعزى هذا الاختلاف إلى التداخل بين حقولها من جهة، وحقول معرفية أخرى من جهة ثانية، ‘‘ومنه نلاحظ أن مصطلح “التداولية” قد ارتبط باتجاهين مختلفين:
الأول: يهتم بالجانب الاستعمالي للغة في السياقات المختلفة فيحاول تجاوز الطرح المتوارث للبنية اللغوية، من أجل الكشف عن الوظيفة العملية للغة.

الثاني: منطلقه فلسفي، يحاول بحث القضايا المعرفية من خلال آثارها العملية(5) .

تجدر الإشارة إلى أن البحث اللساني عرف تحولات عدة، بداية بدي سوسير إلى شومسكي، لقد اهتم سوسير بدراسة الظاهرة اللغوية، من حيث: الصوت، والصرف، والمعجم… الخ. أما شومسكي فقد درس الجملة وتراكيبها من منظور لساني جديد، أو في إطار لسانيته التوليدية التحويلية.

ثم ‘‘ انتقل البحث اللساني… إلى دراسة لسانية تركز على التوجه الاتصالي والوظيفي بالبحث في الكلام parole والاستعمال اللغوي(6) ؛ فالبحث التداولي يدرس اللغة بالتركيز على مجالات اشتغالها وسياقات استعمالاتها؛ أي الاهتمام بالمتخاطبين وسياق استعمال اللغة، هذا، إلى جانب اهتمامها بالجوانب الشكلية للأبنية اللسانية والدلالية.

ومنه، فإن التداولية جاءت لحل الإشكالات التي تعرفها لسانية النظام، لأن البنية لم تعد كافية لتفسير وفهم اللغة ومستعملي هذه اللغة، لذلك انكبت التداولية على دراسة استعمال اللغة.

فإذا كان التركيب يهتم بالبنى التركيبية والعلاقات بينها، وكان علم الدلالة يعالج علاقة الألفاظ بالواقع أو علاقة الألفاظ بالعالم الخارجي؛ فإن مصطلح التداولية تعددت تعريفاته وإن كانت جميعها تصب في دراسة اللغة في الاستعمال.

خلاصة القول إن التداولية اتجاه لساني يدرس اللغة وهي تعمل؛ إذ إنها تجري بين المتخاطبين في سياقات ومقامات تواصلية مختلفة، ‘‘والبحث عن العوامل التي تجعل من ” الخطاب” رسالة تواصلية “واضحة” و”ناجحة”، والبحث في أسباب الفشل في التواصل باللغات الطبيعية(7) .


  • 2- بعض المفاهيم الكبرى في الدرس التداولي.

كنا قد أشرنا في إطار حديثنا عن مفهوم التداولية أن:
الدرس التداولي المعاصر يستمد معارفه ومفاهيمه من مصادر: لسانية، ومنطقية، وفلسفية… الخ؛ فمن الطبيعي أن تختلف أصول بعض مفاهيمه؛ ‘‘إذ لكل مفهوم من مفاهيمه الكبرى حقل معرفي انبثق منه. ف”الأفعال الكلامية” مثلا، مفهوم تداولي منبثق من مناخ فلسفي عام هو “تيار الفلسفة التحليلية” بما احتوته من مناهج وتيارات وقضايا، وكذلك مفهوم “نظرية المحادثة” الذي انبثق من فلسفة بول غرايس، وأما “نظرية الملاءمة” فقد ولدت من رحم علم النفس المعرفي(8) .


2-1: مفهوم الفعل الكلامي:

لقد أخذ جون أستين “الفعل الكلامي” عن الفلسفة التحليلية عموما، وفلسفة فتجنشتاين على الخصوص. ثم طوره تلميذه ج. سيرل فيما بعد.

“وبالرجوع إلى ما كتبه الفيلسوفان ج. ل. أوستن وتلميذه ج. سيرل حول هذا المفهوم اللساني- التداولي الجديد، فإن الفعل الكلامي” يعني التصرف ( أو العمل) الاجتماعي أو المؤسساتي الذي ينجزه الإنسان بالكلام، ومن ثم “فالفعل الكلامي يراد به الانجاز الذي يؤديه المتكلم بمجرد تلفظه بملفوظات معينة، ومن أمثلته: الأمر، والنهي، والوعد، والسؤال، والتعيين، والإقالة، والتعزية، والتهنئة… فهذه كلها ” أفعال كلامية(9) “.

لقد أحدثت الفلسفة التحليلية نقدا للمنعطف الفلسفي الكلاسيكي، مقترحة في ذلك نظرة جديدة للقضايا الفلسفية، ثم إحداث تغييرات في المنطق الصوري، فكانت النتيجة أن تم خلق منطق جديد حتى تكون لغته رياضية ملائمة لفهم وتفسير القضايا الفلسفية. وعموما؛ فإن الفلسفة التحليلية نشأت كرد فعل على الفلسفة القديمة، ثم رد الاعتبار إلى اللغات الطبيعية بمعزل عن اللغات الصورية الاصطناعية. وتتفرع هذه الفلسفة إلى اتجاهات متعددة، من أبرزها:

أ- الفلسفة الوضعية المنطقية: بزعامة رودولف كارناب؛ إذ اهتمت بالجانب المنطقي الصوري للغة؛ أي الاهتمام باللغات الصورية المنطقية الاصطناعية عوض اللغات الطبيعية، ولعل هذا العزوف عن اللغة الطبيعية نجم عنه إبعاد هذا الاتجاه الفلسفي من أن يكون مصدرا للتداولية؛ لأن هذه الأخيرة تدرس اللغات الطبيعية وليس اللغات الصورية.


  • ب- الظاهراتية اللغوية:

إن الظاهرة اللغوية هي اتجاه من اتجاهات الفلسفة التحليلية تزعمه إدموند هوسرل، إلا أنها قد تم إبعادها من التيار التداولي لعدة اعتبارات، بالرغم من أنها مصدر لمبدأ ” القصدية” الذي وظفه أوستين في نظرية الأفعال الكلامية. وبهذا الصدد يقول مسعود صحراوي (23:2005):

أما الظاهراتية اللغوية phénoménologie langage فيؤخذ عليها أنها انغمست في البحث في أطر فكرية أعم من الكينونة اللغوية إذ راحت تتساءل عن قطب “الأساس” وهو بداية الحدث اللساني في أعماق الوجدان، وهو الذي يسميه سوسير ” المرحلة السديمة، والتي هي مرحلة ذهنية ما قبل- وجودية، فهي في غاية التجريد، ولا علاقة لها بالاستعمال اللغوي، ولا بظروف استخدام اللغة، ولا بأحوال أطراف الحوار، ولا بملابسات التواصل، ولا بأغراض المتكلمين”. كل هذه الأسباب جعلت الظاهراتية اللغوية تعد خارجة عن الإطار التداولي.

ج- فلسفة اللغة العادية: يتزعم هذا التيار الفيلسوف فتجنشتاين؛ إذ أن موضوع هذه الفلسفة الأساسي هو اللغة باعتبارها حلا لجملة المشكلات الفلسفية. يقول مسعود صحراوي:

“والمادة الأساسية للفلسفة عند فتجنشتاين هي اللغة، فكان يرى أن جميع مشكلات الفلسفة تحل باللغة، فاللغة هي المفتاح السحري الذي يفتح مغاليق الفلسفة، بل كان يعتقد أن الخلافات والتناقضات المنتشرة بين الفلاسفة سببها الأساسي سوء فهمهم للغة أو إهمالهم لها، وراح يطور فلسفته الجديدة التي توصي بمراعاة الجانب الاستعمالي في اللغة، هو الذي يكسب تعليم اللغة واستخدامها(10) ثم لقي تراث فتجنشتاين اهتماما من لدن فلاسفة أوكسفورد، على رأسهم: أوستين وتلميذه سيرل.

لقد نشأت نظرية الأفعال الكلامية مع جون أستين في مناخ فلسفي فكري؛ حيث إنه قسم الأفعال الكلامية إلى:
فعل كلام، وقوة فعل الكلام، ولازم فعل الكلام.

فالقول لم يعد يقف عند الإخبار ونقل المعلومات، وإنما أضحى يقدم أفعالا ويضم مقاصد، ومن بين الأفعال: النهي، والأمر، والاستفهام…الخ. كما أن أستين ميز ما بين الأفعال الكلامية الإنشائية والخبرية. إن القول عند أستين ينطلق من النطق بأصوات وأقوال إلى تحقيق أهداف إنجازية كالأفعال الذي ذكرناها أنفا. ثم ينتقل إلى إحداث تأثير في نفس المتلقي يتعلق برد فعله، من خلال القبول أو الرفض.


2-2: نظرية المحادثة:

“ينطلق بول غرايس من تصور خاص للتواصل الشفهي، حيث يرى أن المتخاطبين يخضعون ويلتزمون، أثناء ممارسة عملية التبادل الكلامي، ببعض المبادئ العامة. ويروم ب. غرايس بافتراض هذه المبادئ أمورا منها:
أ- أن الجمل الخبرية لا تخضع كلها لشروط الصدق والكذب كما ساد الاعتقاد من قبل بعض النظريات.
ب- توضيح كيفية اشتغال آليات الـتأويل التي تجعل المؤول ينتقل من الشكل اللغوي الحرفي إلى ما تتضمنه الملفوظة من معنى (أو معان).

ج- فحص الإطار النفسي- المنطقي الذي يقع فيه التبادل الكلامي(11) .
انطلاقا من هذا النص نستشف أن التواصل الشفهي، لدى بول غرايس يخضع لمجموعة من القواعد العامة يلتزم بها المتخاطبون أثناء ممارسة عملية التبادل الكلامي.
لقد عرفت أعمال بول غرايس تطورا من خلال اقتراحه لمبدأ التعاون الذي يشترك فيه المتخاطبان.


– التضمن:

“مفهوم التضمن كما حدده غرايس يعني إجراء حساب المفهوم الذي يضعه المخاطب، انطلاقا من تلفظ المتكلم ومن حكم المحادثة التي يراعيها مجموع المتكلمين في إطار ثقافي معين(نحو قاعدة الكمية، أو قاعدة الاستقصاء التي تعني أن نقول كل ما نعرف(12) .

لقد صاغ غرايس مجموعة من القواعد التي تدخل ضمن مبدأ التعاون:
أ- قاعدة الكم: وهي يرى أن المتخاطبين يخضعون ويلتزمون، أثناء ممارسة عملية التبادل الكلامي، ببعض المبادئ العامة. ويروم ب. غرايس بافتراض هذه المبادئ أمورا منها:
أ- أن الجمل الخبرية لا تخضع كلها لشروط الصدق والكذب كما ساد الاعتقاد من قبل بعض النظريات.
ب- توضيح كيفية اشتغال آليات الـتأويل التي تجعل المؤول ينتقل من الشكل اللغوي الحرفي إلى ما تتضمنه الملفوظة من معنى (أو معان).
ج- فحص الإطار النفسي- المنطقي الذي يقع فيه التبادل الكلامي(11) .
انطلاقا من هذا النص نستشف أن التواصل الشفهي، لدى بول غرايس يخضع لمجموعة من القواعد العامة يلتزم بها المتخاطبون أثناء ممارسة عملية التبادل الكلامي.

لقد عرفت أعمال بول غرايس تطورا من خلال اقتراحه لمبدأ التعاون الذي يشترك فيه المتخاطبان.
– التضمن:
“مفهوم التضمن كما حدده غرايس يعني إجراء حساب المفهوم الذي يضعه المخاطب، انطلاقا من تلفظ المتكلم ومن حكم المحادثة التي يراعيها مجموع المتكلمين في إطار ثقافي معين(نحو قاعدة الكمية، أو قاعدة الاستقصاء التي تعني أن نقول كل ما نعرف(12) .
لقد صاغ غرايس مجموعة من القواعد التي تدخل ضمن مبدأ التعاون:
أ- قاعدة الكم: وهي متعلقة بكمية المعلومات الذي ينبغي مراعاة تقديمها، بمعنى تقديم المعلومة التي تحقق الغرض، وبالتالي إنجاح التخاطب لدى المتخاطبين.
ب- قاعدة الكيف: ترتبط بقاعدة الصدق في التخاطب، ثم النزوع إلى قول ما يمكن إثباته، وتجنب ما لا يمكن إثباته.
ج- قاعدة العلاقة: ومفادها أن تكون مساهمة المتخاطبين في صلب الموضوع؛ أي قول ما هو مطلوب.
د- قاعدة الصيغة: ترتبط بطريقة القول وتجنب الالتباس والغموض في القول.
ومنه؛ فإن غرايس ترك المجال مفتوحا؛ لأنه هناك مجموعة من القواعد الأخرى التي تمكن الاستعانة بها أثناء المعالجة التواصلية، وذلك لكون التخاطب- حسب غرايس- حالات خاصة من حالات استعمال هذه القواعد.

2-3: نظرية الملاءمة:

يعود أصل هذه النظرية إلى علم النفس المعرفي، ومبدؤها الأساس؛ هو الدعوة إلى ضرورة الأخذ بالاعتبار نفسية المتلقي، وبالتالي؛ فإنها تؤكد على ملاءمة المعلومة نفسية المتلقي.

  • 3- خاتمة:

نستخلص مما سبق أن اللسانيات التداولية تجمع ما بين مهمتين رئيسيتين:
الاهتمام بالجانب التركيبي والدلالي للظاهرة اللغوية، ثم قواعد استعمالاتها. وكذا الاهتمام بمستعملي العلامة اللغوية وظروفهم وسياقاتهم؛ بمعنى الاهتمام بالعلامة ومستعمليها.


  • المصادر والمراجع:

(1)- بشرى البستاني: (2012) التداولية في البحث اللغوي والنقدي، مؤسسة السياب (لندن)، ص 12.
(2)- نفسه، ص: 32.
(3)- جميل حمداوي: التداولية وتحليل الخطاب، ط1: 2015، ص: 5.
(4)- طه عبد الرحمان: في أصول الحوار
وتجديد علم الكلام، المركز الثقافي الغربي، الدار البيضاء، ط2: 2000، ص: 27.

(5)- خديجة بوخشة: محاضرات في اللسانيات التداولية، ص: 15.
(6)- نفسه، ص: 15.
(7)- مسعود صحراوي: التداولية عند العلماء العرب، دراسة تداولية لظاهرة”الأفعال الكلامية” في التراث اللساني العربي. ط1: 2005، ص: 5.
(8)- نفسه، ص: 17.
(9)- مسعود صحراوي، ص: 10.
(10)- مسعود صحراوي، ص: 23.
(11)- د. عبد الرحيم الحلوي: (2016) تداوليات الأفعال الكلامية من العلامة إلى الفعل، منشورات القصبة، ص 135.
(12)- صابر الحباشة: (2008) التداولية والحجاج: مداخل ونصوص، ط 1، سوريا-دمشق، ص 17.

محمد الورداشي

محمد الورداشي: باحث وناقد مغربي، حاصل على شهادة الإجازة في اللسانيات سنة 2017. له مجموعة قصصية بعنوان: "حينما يتنكر الوطن لبنيه" ومجموعة من المقالات في مواقع إلكترونية وجرائد ورقية داخل المغرب وخارجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى